كتب المقال / الأستاذ. عبدالرحمن مراد
“أولاد عرْفج ” إذْ شاءوا وما قدروا
الحرْبُ تعْصرُ في البيْضَاءِ ما عصروا
“ردْمَانُ ” تعْطِسُ تاريْخاً ومعْركةً (1)
” وزاملُ الْحيدِ “(2) مبْهُوْراً بمنْ عبروا
قالوا: بخيط الثّرى أخْماسُ فاتنةٍ
كان الرمادُ على العينين ينتظرُ
تا هوْ، وتاهتْ على الأقْمارِ ثاكلةُ
كالْجُرْحِ تثْمِلُ..، في الخدِّينِ تنْتَحِرُ
قال الغيابُ: – وقدْ لاحتْ مغاربُهُ –
جدّدْ حضورك إنَّ القومَ ما سكروا
ما بال “عامر”(3) في الأحْرَاشِ مسْكنهُ
يمْشي على أثَرٍ عان ٍ، فينْكسرُ
تلْهوْ البلادُ بنارٍ كان محْرقها
يسْعى حثيثاً الى …، يدْنو فينْدثرُ
الليل يغْطشُ أوْ جاعاً تعاودهُ
والصّبحُ يأتي الى الدنيا وينْدحرُ
تبكي الهضابُ على الأطلال واقفةً
تأسى وتنْدبُ من كانوا ومن ثأروا
كان الزمانُ غريباً في مناكبها
بادتْ ولم يبْقَ من تاريخها أثرُ
وجه ” المعافر” (4) في البيداءِ معتصمٌ
بحبْلِ كُثْباَنها، والماءُ ينْهمرُ
قيلَ: “الْمَخَا”(5) نام في أحْضان عاهرةٍ
والسّوقُ يلْقفُ ما باعوا، ويأْتمرُ
كم زمرةٍ في عباب البحر عالقة
وحْدي أقاومُ شدْقيْهَا وأنْتصرُ
هل ” ثعْلَبَانُ “(6) على تمْثالِ معْبدنا
يا “دَوْسُ ” حامتْ على أرْوَاحِنا سقرُ
ماجتْ على طللٍ الأخْدُوْدِ فاجعةُ
” إرْياطُ “(7) يهْتفُ في الرّاياتِ..، يحْتشرُ
والبحرُ يأْكل في الأمواج ثورتنا
هلْ نُطْفِئُ النّارَ..،؟ أمْ نسْعى ونعْتذرُ؟
ما بال “يوسف”(8) إذ بالتْ ثعالبه
يلْهُوْ ويشْرب كأساً ثم ينْفطرُ
يقول “دوْسُ ” غبار الوقت يسْرقنا
وعاصفُ الْحُزْنِ لا يبْقِيْ ولا يذرُ
***
– هوامش:
* أولاد عرفجة الغبشي عنوان نص شعري للبردوني.
1- ردمان: مديرية في محافظة البيضاء.
2- زامل الحيد: زامل شهير قيل في منتصف القرن العشرين ” يا درب ذي ناعم ويا حيد السماء ………….”
3- عامر: هو عامر ابن عبد الوهاب أحد سلاطين الدولة الطاهرية .
4- المعافر: قبيلة يمنية قديمة.
5- المخا: مينا على البحر الاحمر وهو شهير.
6- دوس ذو ثعلبان: من أذواء نجران طلب عون الممالك على بلده بعد حادثة الاخدود الشهيرة.
7- إرياط: قائد الاكسوم في احتلال اليمن وأول حاكم أكسومي لليمن بعد احتلالها.
8- يوسف: هو يوسف ابن شراحبيل الملقب ” ذو نواس “.