كتب المقال / الأستاذ. عبدالرحمن مراد
على شَفَةِ الدّنيا، وليس لها أمْرُ
وفي مقْلتي الْوسْنَى يَمْورُ بها الْبَحْرُ
رأيْتُ بها شعْباً يَثُوْرُ “رِغَالهُ”(1)
ويرْعَى على مَهْلٍ، بليْلِ الْغَوى “عَمْرو”(2)
هي الْبلَدُ الأشْقَى، يُكَشِّرُ نابُها
كغابٍ بلا ماءٍ على هامِها نَسْرُ
أقولُ لها: ما بالُ ليْلِكِ جاثمٌ
وهذا الظّلامُ الغَرُّ..، ليْسَ لَهُ فَجْرُ
أيا جارةَ الْحِسِّ الْمُكابرِ..، بُرْهَةً
فقدْ أسْتعيْدُ الْأمرَ، لَوْ فاتني الْأمْرُ
لها مِنْ خيوطِ الشّمْسِ، وجْدُ مُحَاربٍ
ومنْ لوْعةِ الْأيّامِ، راياتُها الْخُضْرُ
أقولُ: إذا مَالتْ على خيْر ِ”حاتمٌ”(3)
حنانيْكِ.. قدْ أشْقَى، إذا اسْتَفْحَلَ الشّرُ
طَحَا بكِ خَيْلٌ، في معاركِ حاقدٍ
وأنْتِ إذا مادَ الْهَوَى في فَمِي عُذْرُ
إذا جئْتُ وسْنَاناً، رأيْتُ بكِ الْهَوَى
ينامُ على جُرْحِي، وأنْتِ لَهُ سِتْرُ
أبيْتُ على الْمَسْعَى، وطيْفُ خَيَالُها
على “بارقِ الْجَرْعَى”(4) كَمَدْمَعِهِ حَرُّ
على طَلَلٍ بَالٍ بَكيْتُ كقَاتِلٍ
تَبَعْثَرَ كالْأوْرَاقِ في حُزنِهِ الدّهْرُ
أعُوْدُ الى نَجْدٍ، بلَوْحِ كِتَابِنَا
كخَطٍّ على صَخْرٍ، يَطُوْفُ بهِ صَخْرُ
وليْ مِنْ بقايا الْحُزْنِ لِوْحَةُ كاتبٍ
على شَرَفِ الْأقْلامِ، يَعْلُوْ بها الْحِبْرُ
تَثُوْرُ على مَوْجِ السَّنَابِلِ روْحُهَا
نهَاراً، إذا اسْتَعْصَى على مثْلِهَا الصّبْرُ؟
ومَا هَجْعَةُ الْخَوَّانِ إلَّا كَيَقْظَةٍ
يَضيْقُ بها الْمَعْنَى، إذا انْتَصَرَ الْقَهْرُ
أنا الطَّائرُ الشَّادي، بليْلٍ وغُرْبَةٍ
إذا عَطِشَ الْإنْسَانُ، جَادَ بهِ النَّهْرُ
كَرِيْمُ السَّجَايا، لا يُضَاهَى بِثَوْرَةٍ
يُغَادِي نُجُوْمَ الْليْلِ، مِنْ حُزْنهِ الْقَطْرٌ
ومَا حِيْلَةُ الْعَاني، إذا جَالَ جُرْحَهُ
على بَلَدٍ يِشْقَى، وصَالَ بهِ الْفَقْرُ؟
سِوَى أنْ يُغَالي في كَرَامةِ مَوْطِنٍ
وقدْ يصْنَعُ الْإنْسَانَ، مِنْ جُرْحِهِ الْفِكْرُ
***
صنعاء 13-8-2022م
***
– هامش:
1- أبو رغال: كرمز للخيانة الوطنية والتعاون مع المستعمر.
2- عمرو: عمرو بن عامر بن مزيقيا رمز تمزق الدولة ” تفرقت أيدي سبأ “.
3- حاتم الطائي: رمز الخيرية والبذل.
4- اشارة الى قول محمد ابن اسحاق: أيا بارق الجرعى هل الجزع ممطور …الخ، وهو نص مغنى ومشهور.
***