كتب المقال / الأستاذ. عبدالرحمن مراد
ماءٌ من الحبِّ أمْ ماءٌ من الصَّبَبِ
جِئْتَ الْحَيَاةَ علي وعْدٍ مِنَ السُّحُبِ
يا مُصْطَفَى.. ورمالُ القيْضِ صارخةٌ
والنَّاسُ تُذْبَحُ في البطْحَا بلا سبَبِ
والْخَلْقُ في تعبٍ.. فقراً ومعْترَكاً
راموا الْحياةَ على هَدْيٍّ مِنَ الْكتبِ
قلْتَ الْكرامة في الأنسان مبدأنا
نبْنيْ على العدْلِ.. لا نبْنيْ على الكذبِ
قال “القليْبُ” وفي العينين متكئٌ
جُرْحٌ مِنَ الْجورِ في ماضٍ مِنَ الْحِقَبِ
الظّلْمُ يفْنىَ على دهْرٍ.. وإنْ عُصِرَتْ
كأْسٌ من الْخَمْرِ في حالٍ من الطّرَبِ
قِيْلَ الْمَحَبَّةُ في أنفاسنا نَصَرَتْ
رُوْحَاً تعذَّبَ في تابوته الْخَرِبِ
أضْحَى السَّلامُ كتاباً في بشائرِهِ
يسْعَى على الأرْضِ لا يخْشَى مِنَ العَطَبِ
جاء الْمديْنةَ مِفْتاحاً ويثْرِبُهَا
نَخْلٌ تثاءَبَ في نَسْغٍ.. مِنَ الرُّطَبِ
أحْيَا لَهَا الأمَلَ الْمَفْقُوْدَ في دمِهَا
وأيْقظ البَحْر، أفكاراً مِنَ الصَّخَبِ
آخَى الْمُهَاجِرَ بالأنْصَارِ فاتَّحَدَتْ
رُوْحٌ الْمَحَبَّةِ والإيمانِ والْحَسَبِ
ما قالَ يوْماً: طَرِيْقُ الفاتحينَ دَمُ
مدَّ الصُّرَاطَ الى عالٍ مِنَ الرُّتَبِ
في يوْم مكَّةَ عَمَّ الْخيْرُ واتَّسَعَتْ
أَرْضٌ مِنَ الأمنِ في خَفْضٍ مِنَ الْغَضَبِ
كانِ الرَّسُوْلُ رشيْدَاً في تعَامُلِهِ
أهْدَى مِنَ الْحُبِّ في وادٍ مِنَ الْكُرَبِ
طارَ الْبُرَاقُ، وَرَفَّ الْكوْنُ مُبْتَهِجَاً
عَدْلٌ مِنَ الْحقِّ في ضوْءٍ من الشّهُبِ
يا صَرْخَةَ الْحَقِّ جَاءَ الْبَعْثُ فانْتَصَرَتْ
جَماعةُ الْحَقِّ.. ,أضْحَتْ أمَّةُ الْعَرَبِ
نبْضُ الْهَدَايةِ مُذْ جَاء الْهُدَى قدَراً
قَلْبٌ يُشَرْعِنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ واللَهَبِ
سادَ البَريَّةَ.. أخْلاقاً ومَعْرِفَة ً
شَرْعٌ مِنَ الله يمْحُو ظُلْمَةَ الْحِقَبِ
لمَّا أطلَّ وكانَ النّاسُ في رهَجٍ
لَمْعٌ من البرْقِ في عِزٍ مِنَ اليَلَبِ
بُشْرَى النُّبُوَّةِ كانتْ في مَلامِحِهِ
نُوْراً منَ الله في سِرٍّ من الْحُجِبِ
محمدٌ.. وكَتَابُ اللهِ حُجَّتَهُ
صَوْتُ اليقينِ على بَحْرٍ من الرِّيبِ
يا خاتم الرُّسْلِ.. ,نامتْ في مشَارِقِنَا
شَمْسُ.. وبتْنا على أحْزَانِ مُنْقَلَبِ
ضاعتْ مبادئنا في ذلِّ مُتَّجَرٍ
نِمْنَا على الضَّيْمِ لا نلْوِيْ على أَرَبِ
والنَّفْطُ والْغَازُ …؟ أمْوالاً نُبعْثرُهَا
ضَرْباً مِنَ الْغيِّ..، في دنيا من الْعَجَبِ
قيلَ “البَسُوْسُ”.. تُرَابَ الدَّهْرِ قَدْ أكَلَتْ
أحْيَتْ “بُعَاثَ” وأحْيَتْ كلَّ مُضْطَرِبِ
نادَتْ بكَ الْعَدْلَ.. أحْوَالٌ تشتِّتُنَا
مِنْ مَخْمَلِ الْوَقْتِ أوْ مِنْ لاهِبِ الْحَطَبِ
يا مُصْطَفَى، ولَهِيْبُ النَّارِ يلْفَحَنَا
صَرْعَى مِنَ النَّارِ، في صَرْعَى مِنَ الْكُرَبِ
هذا “القَلِيْبُ ” و “بَدْرُ” في مَدَامِكِهِ
رمْلٌ تحجَّرَ في أشْلاءِ مُكْتَئِبِ
نادَيْتَ حَقَّاً وكانَ الْحَقُّ في رهَج ٍ
أَمَا وَجَدْتُمْ …؟ بَلَى.. حُزْناً ولمْ نَتُبِ
نَبْكِيْ مِنَ الْجَوْرِ أمْ نبكي تفرُّقنا
هَلْ يُذْعِنُ الْحَقُّ مَطْوِيَّا على الْغَضَبِ؟
يا صَيْحَةَ الْبَعْثِ هُبِّي مِنْ مَرَابِضِنَا
في يقْظَةِ الْغَارِ.. ,هُزِّيْ نَخْلَ مُحْتَقِبِ
حَمَامَتَان على غُصْنِيْ..، وغارهما
قَلْبٌ مِنَ الْحَقِّ لَمْ يُذْمَمْ ولمْ يَرِبِ
حمامتانِ.. وغارٌ في تَبَسُّمِهِ
صَارَ النَّسيْجُ حُضُوْراً غَيْرَ مُنْشَعِبِ
صَارَ الْقَلِيْلُ كَثيْرَاً في تَدَفُّقِهِ
يا طِيْبَ أمْنِيةٍ في الرأْيِ لَمْ تَخِبِ
عمَّ السَّلامُ..، وسَادَ الْكوْنَ مَكْرَمَةً
لم يُرْهِبِ الناسَ.. , ما اسْتَعْصَى على الطَّلَبِ
مُحَمَّدٌ.. ونفوْسُ النَّاسِ خَاشِعَةٌ
لبُّ الوجوْدِ على سِلْمٍ ومُحْتَرَبِ
مُحَمَّد ٌ.. ورياضُ القلْبِ يَحْسِبَهُ
نُوْرَ الْيَقِيْنِ.. زَوَالَ الشَّكِ والرِّيَبِ
عِطْرُ السَّلامِ وَرَوْضِ القلبِ أجْمَعَهُ
صَلاةُ ربِّي على الأبْهَى مِنَ الْعَرَبِ
***