الجمهورية اليمنية - وزارة الثقافة والسياحة

الهيئة العامة للكتاب
والنشــر والترجمة والتوزيـــع

استنطاق النص المستتر في رواية: امرأة.. ولكن

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

استنطاق النص المستتر في رواية: امرأة.. ولكن

زيد الفقيه

مدخل:  

للوهلة الأولى قد يثير عنوان هذه الدراسة في ذهن القارئ الكريم التساؤل التالي: لماذا استنطاق النص ولماذا المستتر؟

وفي هذه الحال لابد أن نشير إلى أن استنطاق النص يعني تكلَّم النَّص، لكن الفارق بين استنطاق النص وتكلمه ـ من وجهة نظرنا ـ أن الاستنطاق يُعْمِلُ القارى في النص بتحاور ديالكتيكي يشوبه شيء من المخاتلة والحِيل التأويلية، والمعارضة والمضادَّة؛ وتكلم النص هو التوافق معه، والإقرار بمنطوقه، دون الحاجة إلى إعمال شيء من المخاتلة والحِيل التأويلية أو اللغوية.

أما المستتر فلأن سمة التمنُّع والتحفظ عن كشف المفاتن بكل صورها الجسدية، والنصية، والجمالية، سمة محببة في ثقافتنا العربية، تزيد من جمال المخفي عند طالبه، كما تزيد اشتياق طالبه إليه، فمفاتن النص لا يمكن أن تَكْشِفَ لك عن مكنونها مرة واحدة، أو في لحظة واحدة، لكنها كالضرع يَدِرُ بالامتراء ويجف بالترك والإهمال عند ابن خلدون[1]؛ ومن ثمَّ ذهبنا إلى عنونة الدراسة باستنطاق النص المستتر لأن المخفي غير الظاهر. يكشف عنه هذا الاستنطاق والمثابرة فيه والصبر عليه، إذ لم تعد الدراسات النقدية الحديثة مكتفية بقراءة النص الظاهر، بل تجاوزته إلى النص المستتر أو المضمر، وقد طفق النقاد في هذا الزمن يخصفون غمار الدراسات الجديدة، التي تُعنى باستنطاق النص وتكَلُّمه، ولغته، ومحاورته، وذلك من خلال الاشارات الوامضة والتكوينات الجسدية التي تعد رموزاً يوظفها الكُتَّاب للتعبير عن الأمل تارة والإخفاق تارة أخرى. لعلي أحاول في هذا المبحث أن أحمِل القارئ الكريم إلى ما ذهبت إليه الروائية (لمياء يحيى الإرياني) في روايتها الحائزة على جائزة الدكتور عبدالعزيز المقالح، من خلال توظيف حالة الإعاقة في الشخصية الرئيسة (آمنة).

وقبل الاقتراب من الكشف عن هذا التوظيف لشخصية البطلة ـ التي ستفتح لنا الباب للدخول إلى النص المستتر في الرواية ـ سأعرِّج على توضيح الفرق بين النص الظاهر والنص المستتر.

النص الظاهر هو النص الملفوظ الذي نراه بالعين الناظرة أما النص المستتر فهو النص المؤوَّل الذي نراه بالعين المبصرة، بمعنى أن النص الظاهر هو الذي يعرف معناه القارئ العام، والنص المستتر هو الذي تُوَلِّدُه القراءة التأويلية للنص الظاهر ومن ثمَّ “يمكنني تصوُّر النص بشكله البصري المرسوم بالكلمات لا يعني شيئاً غير صورته البصرية، وأن ثقافة القارئ هي التي تُولِّد معانيه ودلالاته، من خلال مخزونه القرائي عبر سنوات ألعمر أو ما يمكن أن نسميه التشكُّل المعرفي الذي ينمو مع الإنسان خلال تراكم ذخيرته المعرفية والثقافية ؛ ومن هنا يجوز لنا القول: إن فهم النص يعتمد كثيراً على ثقافة القارئ الذي يوازي الكاتب، بل قد يتفوق عليه” [2]؛ هذه الرؤية تُولد في ذهن القارئ السؤال التالي:

من هو النص؟

حينئذٍ تكون الإجابة أن النص هو أنت، بكل مكوناتك الفكرية، والأيدلوجية، والبيئية ؛ وهذا يجرنا إلى النظر إلى نص الكلام الإبداعي ـ على الأقل ـ من زاوية أنَّه مجرَّد مرآة، أو مجرَّد سطحٍ ناعمٍ شفَّافٍ مقعرٍ أو محدبٍ، يعكس (أو يشف بشكلٍ آليٍّ) لون أو شكل أوظلّ الوجود الماهويّ الجاهز للشَّيء أو للشَّخص أو للوضع المتمرئيّ فيه أو خلاله ؛ لأن الأصل في المرآة ـ أو فيما حاله (من النصوص) حال المرآة أو حال هذه الأسطح ـ أنها عبارة عن أشياء جامدة (فاقدة للحياة وللحيوية)، في حين أن النَّص وبخاصة نص الكلام الإبداعي عبارة عن كلام حيٍّ وحيويٍّ، مفتوح على المتعدِّد واللَّانهائي[3].

الاقتراب من النص والاستئناس بمعطياته تفتح آفاق هذا الاستنطاق النصي الذي يحتم عليك إشراع نوافذ القراءة بكل معطياتها لأجل احتواء النص واستيعاب ما أمكن من معطياته النصية، بدءا بالعتبة التي تفتح أشرعة التحليق في فضائه.

العــتــبة

امرأة… ولكن !!

تشكل عتبة النص النافذة المضيئة لمناكب النص وإحداثياته التي من خلالها يستطيع الباحث استغوار النص واستنطاقه، إذ تشكل عتبات النص مدخلاً لقراءته، وجسراً للعبور إليه. حيث يغدو النص بدون هذه العتبات قلعة مسورة ومحصنة وعالماً مغلقاً يصعب اقتحامه. وهكذا تصبح العتبات مفاتيح تلك القلاع ومداخل يلج المتلقي عبرها إلى النص، وقد بنى من خلالها تصوراته وتوقعاته عنه، فتقوم بتوجيه قراءته[4]، وبالعودة إلى العتبة الأولى والنظر إلى معمارها نجد أن الروائية لم تضعها للزينة، (فجنيت) يحذر من مغبة وضع التصدير للزينة، بل إنها خطة لملائمة الدلالة [5]، ولأن المرأة ترمز للأرض والحياة، والخصوبة، فقد ذهبت الروائية لعنونة الرواية بذلك، من أجل أن تتحدث عن هذه المعاني مجتمعة في عملها الإبداعي ، فالمعمار النصي للعتبة: امرأة… ولكن !! لم يبتك النص عنها بل كان محور ارتكازه فامرأة في النص المنظور هي المرأة التي نراها ماثلة بيننا، بصفاتها المنظورة، لكن المرأة في النص المستتر هي الوطن.

العتبة (العنوان) تكونت من خمس إحداثيات، إحداثيتان بصريتان،وثلاث كتابية الأُولْ: تمثلتا بلوحة الغلاف المكوَّنة من صورة امرأة موشَّحة بالستارة وهو النص المنظور أو الظاهر، أما المستتر فهو الذي يرمز في ثقافتنا المحلية اليمنية إلى تراث المرأة اليمنية، إذ تُعد” الملابس هوية ليس للفرد حسب بل للمجتمعات أيضاً ذلك لأنها علامة من العلامات ذات الدلالة المفتوحة معرفياً وثقافياً ؛ فهي دليل على عاداتها وتقاليدها وثقافتها وحضارتها وحالاتها الاقتصادية، وهي جزء من التراث الثابت والمتغير على مرالعصور والأزمنة.”[6] الثاني: والمنزل الصنعاني الذي يرمز لعراقة وقدم الحضارة اليمنية ؛ والأُخرْ بـ (امرأة،…، ولكن).

عند تشريح هذه التيمات أو الإحداثيات الثلاث المتمثلة بالعنوان نجد الدلالة الرامزة فيها على المستويين المنظور والمستتر: (امرأة) ظاهر = وطن مستتر،(…) ظاهر = تساؤل (ضع ما يخطر في خلدك عن الوطن: ذات سيادة، محتل، قوي، ضعيف، حُر، مرتَهَنْ….الخ) مستتر، (ولكن) ظاهر = استثناء سلبي للتساؤل المتمثل بالفراغ، إذ تتضح هنا لعبة اللغة الرامزة التي هي في الأساس مفاتيح النص الظاهر والمستتر الذي سندلف إلى استنطاقه في هذه الدراسة، “فالعنوان إذن علامة وإعلان يضعهما المؤلف من أجل تعليم كتابه ووسمه بسمة أو سمات تدل على جنسه وتحدد موضوعه ووجهته “[7]، فالعنوان من وجهة نظر سيميائية يمثل بؤرة الانفتاح على النص بكل منظوماته القرائية وعلاماته التفاعلية، “وهكذا يصبح للعنوان كينونة لغوية لها استقلالها من جانب، فيمكن عده حينذاك علامة يتمثل فيها صراع المنظومات في النص، ليبرز الصوت الذي يشكلها، سواء أكان صوت المؤلف أم صوت الراوي أم صوت إحدى الشخصيات، ومن جانب آخر هناك علاقة تفاعلية بينه وبين النص”[8]، ومن هذا المنطلق تزودت الكاتبة بهذه المفاتيح التي عملت على ولوجها إلى هذا الفضاء النصِّي الذي نحاول فتح مغاليقه في هذه الدراسة المتواضعة.

الأسماء المفاتيح

دلالة الأسماء:

(زينب) الخادمة أم آمنة = حالة الفقر.

(آمنة) من الأمان وصفتها (عرجاء) وهي التيمة الأولى في العنوان = الوطن.

(سارة) من السرور صديقتها = الجوار أو الآخر.

(أحمد) الحبيب = الأمل أو المستقبل، يتجدد هذا الأمل حسب مراحل العمر.

                                             تخوم النص

تفتتح الرواية بنفي التماثل عن غيرها، وهي الحالة التي عاشتها اليمن قديما وتعيشها اليوم دون غيرها ؛ من التخلف والتأخر و…و…،(لست مثل كل النساء… ولم أكن بالأمس أبداً مثل كل الفتيات)[9].

حالة اليمن دوماً مختلفة ففي العصور الماضية كانت غير كل الدول في تقدُّمها وتطورها، في نفس الوقت الذي كانت البلدان ترزح تحت وطأة التخلف، كانت اليمن ترفل في تقدم وازدهار، حين تصدمك الكاتبة بهذا المُفتتح في الرواية، إنما تريد أن تذود عنك ذبالة التسليم برواية سهلة وميسورة القراءة، فللوهلة الأولى للقراءة تعتقد أن العمل سهلاً وميسوراً، لكن مع تعدد القراءات تستطيع الوصول إلى النص المستتر وهو ما تخفيه تلك الألفاظ الميسورة داخل النص، ففي مطالع عشرة تخوم (مقاطع) من بداية الرواية تتحدث آمنة (الوطن) عن حالها في صيغ متباينة ومتعددة هي على التوالي:

ـ “لست مثل كل النساء.

ـ لازلت اليوم أقف في المكان ذاته.

ـ أرجعتني إلى حيث أقف.

ـ اليوم وأنا أتجول في أروقة ذاكرتي.

ـ تتعبني ذاكرتي فأتدحرج إلى جوانبها الأخرى.

ـ أدركت تماماً لماذا حاولت القاصة إعفائي من قصة الحب تلك.

هل بإمكاني أن أسترد الآن بالذات كل ما خزنته في الذاكرة منذ زمن طفولتي.

ـ تعيدني القاصة إلى سردي لذاكرة إعاقتي.

ـ دخلنا بيت سارة، مباشرة إلى الديوان.

ـ لست أدري كم كانت الأيام التي انقضت على تلك الفترة”[10].

بالنظر إلى تلك التخوم النصية نجد أنها لم تَخْلُ من حديث عن الذات في كل حالاتها المحزنة وهي الأعم، وقد بُدئت وانتهت هذه التخوم النصية بنفي الحال واستنكاره (لست)،هذه الحيرة التي تحفُّ هذا الوطن الذي يئنُّ تحت وطأة الجهل لا يجد من يغيثه من جور أهله، وترتبط هذه المطالع بحالة البطلة التي تصور مراحل تقلب الزمن عليها في جمل قد تكون صغيرة أو كبيرة لكنها تعد حوافز نصية تدفع القارئ إلى استنطاق النص المستتر فالرواية ” تعد غرضاً (theme)، وكل غرض يتألف من وحدات غرضية كبرى، وهذه أيضاً تتألف من وحدات غرضية صغرى بحيث تكون غير قابلة للتجزيء، وهذه الوحدات الصغيرة هي الجمل التي يتألف منها الحكي. ويُسمِّي(توماشومسكي) هذه الوحدات الصغيرة: حوافز، وهكذا تكون كل جملة تتضمَّن في العمق، حافزاً خاصاً بها “[11]، فالجمل التي بدأت بها تلك التخوم النصية لا تخلو من حديث عن الذات الإنسانية لبطلة الرواية التي ترمز للوطن في كل مراحلها وحالاتها الأليمة والمفرحة، وتحت هذه التخوم تختبئ حالة الوطن في النص المستتر.

(لازلت اليوم أقف في المكان ذاته… أرتدي “ستارتي” ذاتها بألوانها الحمراء، والزرقاء، التي صدعتها حرارة الشمس وأتربة الطرقات، أشد لثامي على وجهي ولا أنسى في كل مرة قبل خروجي من داري لبيع الخبز على رصيف الشارع، لا أنسى أن أنظر في المرآة لأتلقف فجيعتي الدائمة فملامحي لا زالت كما هي)[12].

يتأمل القارئ للوهلة الأولى في قراءته الظاهرة للنص أن ثمة وصفاً تقليدياً لحالة (آمنة)، تلك الفتاة المعاقة الطامحة، وهي تحاول الخروج من تلك الدهاليز المظلمة التي اثقلتها الحياة بكلكلها، لكن النص المستتر فيما نحن بصدد دراسته يوحي بالكثير من الإحالات والرموز والوصف، إذ نجد في هذا النص الماثل أن (آمنة) هي اليمن وهي من الأمان، ومن ثمَّ فإنها تتحدث عن نفسها، فهي تقر بأنها اليوم لم تتقدم منذ عقود خلت، رُغم الثورة التي قام بها الشعب منذ إحدى وخمسين عاما، بل ربما كان هناك تراجع في مستويات متعددة من شؤون الحياة ؛ فالستارة التي ترتديها وهي ترمز لتراثنا الذي تناذره الراقون بغير تنبه لأهميته وكيفية الحفاظ عليه ثروةً حضاريةً واقتصاديةً، فدلالة الستارة لا تقف في مدلولها عند حد الزَّي واللون في النص الظاهر بل تشكل الملابس علامات لها دلالاتها الرمزية كونها شفرات تستوقف المتلقي، وتؤثر فيه ويقوم بتفكيكها والتوصل من خلالها إلى مجموعة من التأويلات، ويرى رولان برت أن للملابس ـ إضافة إلى الجانب النفعي ـ منظومة إشارية، فإنها أيضا لغة تعني شيئا ما سواء أكانت منفردة أو مركبة[13]، فحرارة الشمس وأتربة الطرقات التي صدَّعت تلك التراث ما هي إلا إشارات لسوء التعامل مع هذا الموروث الحضاري الذي لم نبقه محفوظاً مصاناً في مراقده، هذا التعامل غير الحضاري مع تراثنا يجعل هذا الوطن خَجِلاً منكسراً أمام ألآخر، عبَّرت الكاتبة عنه في شدِّ لثامها لستر وجهها والنظر في المرآة حين تريد الخروج على الآخر أليس هذا التواري خلف خيباتنا يرمز إليه النص من خلال الإعاقة التي يشير إليها النص بأنها نوع مُسْتَجدٌ من الجمال. فالصورة الجسدية الظاهرة في النص لا تعكس نفسها حَرْفياً على المتلقي بل إن رمزية “الأشكال والدلائل المرسومة والمنسوجة تعكس مستويات ذلك الطابع وتلك التعالقات، كما تبقى متصلة في دلالتها بوضعية الجسد وممارسته الواقعية ومبادلاته الرمزية داخل الفضاء الطبيعي أثناء ممارسة الفن”[14]، هذه الرمزية التي حَجِفت النص المستتر الدال على هذا الضرب من تكلم النص تتيح للمتلقي أن يُناطق النص في بعده التأويلي وإتاحة الفرصة للمجاز للتحرك بشكل تطوري Development داخل مساحة النص بتخومها المتعددة، وفق معطيات سيميائية لا تحد من حضور النص عن مخاطبة ألآخر، ومن ثمَّ فإن للرواية حق “حضورها وحريتها بوصفها مساحة حوارية مثالية، تتبدى كأحد أهم فنون التواصل الحضاري ومحاورة الآخر”[15].

الوقوف لمحاورة الذات والغوص في أغوار النفس تعيد إليك الاعتراف ـ وإن مع نفسك ـ بما تخبئه عن غيرك لذلك كانت (آمنة) تحرص على النظر في المرآة (لا أنسى أن أنظر في المرآة لأتلقف فجيعتي الدائمة فملامحي لا زالت كما هي)، هذه المطارحة المسطحة مع النص لا تفيد في أدبيته إلا من خلال النص المستتر إذ يوضح النص المختبئ أن الوطن يعترف بقبح فئة من أهله وتخلفهم ممثلا به، فالوطن لا يمكن أن يكتسب هذه الصفة إلا من بعض أهله أو من يطلق عليه الصفات السيئة مثل: العرجاء، (كان بالإمكان أن تكون الحياة أسهل معها لولا المحيطون بي الذين كانوا دائماً يلقبونني بالعرجاء)[16]،هذه السمة العدوانية التي تتلبس الاشخاص، هي سمة سائدة في المجتمعات المتخلفة إذ تنشغل هذه المجتمعات بما ليس مهماً، فالحياة في غياب سياسة التسيِّد والمثالبة تكون أسهل وأجمل، هذا المحيط الذي جعل أكبر همه أن يحافظ على تخلف هذا الجار حتى يظل هو السيد هو النسخة المشوهة لتفكيرنا (فآمنة) هذا الوطن المشوه الذي لم يستطع اجتثاث مرضه المزمن عبر سنوات طويلة تلخص سبب البقاء على هذه الحال بالعبارة السابقة في النص الظاهر، لكن هل كانت هذه الحال نتيجة حتمية لأرادته ؟ أم أن (آمنة) كانت تطمح إلى تغيير هذه الحال؟

(كنت أتوق أن يتحرر جسدي من عجزه… كنت بحاجة إلى حرية استثنائية تفوق حريات كل البشر حتى أرى الدنيا بعيون أخرى، ربما كنت سأركض ولا أتوقف عن الركض حتى أصل إلى اليوم الآخر من العمر)[17]، هذا الطموح الذي ليس له حدود كانت تحمله آمنة ما كان إلا طموح أهلها الذين (حملوا الرؤوس على الأكف ومزقوا وجه) التخلف، (فآمنه) هنا هي (هند) في قصة (الغول) لمحمد عبدالولي التي صارعت الغول وقتلته وانتصرت عليه، وهي امتداد لرمزية الصراع بين: الحق والباطل، والخير والشر وكل المتضادات في هذه الحياة، مع التغير الزمكاني، هذا الاستنطاق الذي يحثنا النص من خلاله يفتح لنا أفق قراءته دون قيود، إذ تفيض مناغات النص ومحاورته بما رسمه كاتب النص أثناء الكتابة، وما لم يرسمه في مخيلته بثقافتك ؛ وحينئذٍ يصبح النص الناطق كالنص الصامت ؛ فاللوحة الصامتة تحدثك بلغتك وثقافتك، وبقدر محاورتك لها تعكس ثقافتك إليك، لأنها كالمرآة تعكسك أنت، لكن بلغة غيرك، هذا الضرب من محاورة النص تتعقب استنطاقه، لأن سمة الاستنطاق تعد أساس ماهية الأدبية والشعرية والنصية، لأنها تعد أعم وأشمل، وربما أدق في دلالتها من أي مصطلح آخر من تلك المصطلحات؛ إذ التكلمية في نظر أ.د. عبدالواسع الحميري سمة انفتاح شامل يمكن البحث عنها وتحليلها أو الكشف عن تجلياتها في كل نصوص الكلام دون استثناء[18]، هذا التقاطع الذي حصل بين الطموح والواقع عكس نفسه على حالة آمنة وظلت حبيسة هذه الإعاقة، والإعاقة في النص المستتر هي الجهل والتخلف.

الروائية لم تقف في نصها عند هذا الحد من تشخيص حالة بلدها المتدهور والمتخلف، بل لقد ذهبت إلى أبعد من هذا وهو التوسل بالأخر والارتهان له، إذ تكالب عليها البؤس والمرض والفقر، مما دفعها للجوء إلى الآخر الذي رمزت له (بسارة) ومن يدور في فلكها وباتت لا تستطيع فعل شيء إلا بهذا الآخر، تنتظر عطاءه حتى في المأكل والمشرب و…، و… وهذا ما عزز قوَّة الآخر وأضعف (آمنة) تجلته الكاتبة بالقول:

(متى ما أردتِ يا أمي، فقط اطلبي من والدة سارة السماح لي بالذهاب مع سارة إلى المدرسة.

ـ يا ابنتي المدرسة ليست لنا، وماذا سيضيف لك التعليم، فأنت لن تكوني أكثر من خادمة في البيت الكبير… كما أني لا أستطيع أن أخبرها بأنك تضعين نفسك مقام سارة، هذا جنون، أنسي الموضوع نهائياً، وسأبدأ من الغد أعلمك ما ينفعك أكثر من التعليم)[19]، هذا الإحساس بالدونية عن الآخر كان يقف خلف كثير من عثرات بلادنا، النص البصري لم يوضح في معطاه القرائي الأول بغية الكاتبة من النص، لكن النص المستتر الذي ذهبت إليه هذه الدراسة في رؤيتها التأويلية تُلزِم الباحث استنطاق النص حسب رؤية أفلاطون: إن الناقد هو الأب الذي تحتاج إليه الكلمة المكتوبة قصد وقاية نفسها ضدِّ مساوئ القراءة، فالنص المكتوب ذاته يخلق الحاجةَ إلى الشرح، ففي النص حصر لطموح هذه الفتاه الشابة آمنة بأن غاية طموحها يصل إلى حد الخدمة عند الآخر، وهذا إجحاف في حق الأوطان والشعوب ، وقد بات هذا الطموح محرماً للوصول إلى التساوي بالأخر.

إن المنتفعين من الآخر لا يستطيعون الحديث عن مثل هذا الطموح، كما ورد في النص، لذلك تخضعه الدراسة ـ مجازاً ـ للدلالة على الخضوع لشيءٍ ما أو التولُّه به أو تبجيله بكيفية مُبالغٌ فيها، هذا المنحى ذهبت إليه أيضاً مدرسة التحليل النفسي، عندما أقرت بأن الإنسان كثيراً ما يوجه مشاعره إلى شيء مادي ما، يحيطه بهالة من التبجيل ويحدث ذلك بسبب مجموعة من العلل منها: طول كبت الرغبات، مما يجعل النزعات الحبيسة تتحول إلى ما كانت عليه ؛ فتجسيد الإعلاء في تعلق المرء بشيء ما، مما يستسيغه المجتمع[20]، هذا التبجيل تجسِّده الكاتبة في النص من خلال ارتباط أم آمنة بالعمل في بيت أم سارة وإضفاء جلباب القداسة على هذه الأسرة، والشبع بقناعة الخضوع والتبجيل للفرد، وهذا المفهوم الذي يسود الوسط المتخلف في مجتمعاتنا العربية.

(تلثمت للمرة الأولى في حياتي؛ هكذا لأنني كبرت، وأصبحت في الثانية عشرة !… وإن كنت أشعر أني لست مضطرة في الواقع إلى هذا اللثام فلست بحاجة إلى إعاقة جديدة تحجب عني الهواء والقدرة على التنفس والحياة، لكن أمي أصرت فكنت أرتدي لثامي فوق حجابي المدرسي الأبيض وأنزعه فور وصولي المدرسة وارتديه عند العودة)[21].

هذا النص في بعده المستتر يشخص الحالة العربية بخاصة في جزيرتنا العربية، إذ تسير الشعوب بعكس رغباتها، فاللثام هنا تواري به الكاتبة الارهاب، لأن من يخفي وجهه إنما يُخبِّئه لقبحٍ فيه، أو إخفائه لسبب ما  يكون قبيحاً، فاللثام لمجرد الوصول إلى سن معين كالجريمة التي يرتكبها صاحبها لأنه ينتمي إلى جماعة معية، وليس لسبب آخر وإن كان هذا المجرم غير مقتنع بجريمته، ولكن لإثبات الولاء لهذه الجماعة، فهذه الطاعة للأم غير المنطقية خارج قناعة الفرد لا تختلف كثيراً عن طاعة المجرم لجماعته ، أو المجرمين لأسيادهم، أو البلدان لجاراتها، أو الفقير للغني و…الخ، هذه العلاقات المصنوعة بالزيف خلقت عالماً يتحسس تفاصيل غيره كأنه تحت عدسة متحركة صنعها الراوي “ومن ثم فإن طريقة بناء هذا العالم المصور كله بكل جزئياته وهيئاته وألوانه تتشكل تبعاً لشكل هذه العدسة الراصدة ولونها وزاويتها وموقعها “[22]، من هذه العلاقات الانتفاعية في النص علاقة الأم بأم سارة وعلاقة آمنة بسارة، هذه العلاقات الانتفاعية غير الصادقة لم تصنع تقدماً بين طرفيها سوى على مستوى الأفراد أم البلدان، يجسد النص هذه العلاقة خلال المرحلة الثانية من حياة بطلة الرواية آمنة التي انتهت بها إلى بائعة خبز ـ رغم علاقتها الطويلة بأسرة سارة ـ والتي كان بإمكانها أن تصنع لها مستقبلاً أفضلا مما آلة إليه.

(وبدأت المرحلة الجديدة من حياتي والتي ستنتهي بي بائعة خبز على قارعة الطريق، أستجدي نقود المشترين ومشاعرهم المستحيلة)[23].

النص يشيء بالكثير من الإحالات التي ترتبط بالراهن الوطني في العالم العربي عامة واليمن خاصة، فالطموح القومي والسعي في سبيل الوصول إلى مبتغيات عالية رسمها المواطن العربي في منتصف القرن الماضي إبان الثورات العربية؛ باتت بعيدة المنال، بل إنه لم يستقر على ذلك الحال الذي لم يعد يجده إلا من خلال الأحلام الجميلة، التي يَنْدرُ أن تزاوره يقظاً ونائماً.

إن وضع هذا النص على الصفحة 88 في النصف الأخير من الرواية بُعَيْد 26 صفحة من منتصف الرواية ليضع مؤشراً تحولياً خطيراً في مسار حياة (آمنة) في المرحلة القادمة ، تنحدر انحداراً خطيراً تبدأ هذا الانحدار بترك المدرسة بمعنى انها قررت التخلي عن المعرفة، والأخذ بمعاييرها، والتمترس بالتخلف، الذي كان كفيلاً بإيصالها إلى أحضان النمور الجائعة، هكذا خاطبني النص، ” فبين ما قاله النص وما لم يقله ـ من جهة ـ وما يريد قوله وما لا يريد قوله ـ من جهة أخرى ـ جسرٌ تتوسطه اللغة التي يتطلب فهم منطوقها أحياناً استدعاء اللامنطوق “[24] الذي ظل الأجدر في كشف مضان النص والوصول بالقراءة إلى مبتغاها الدلالي، و لم يقف النص عند هذا الحد من مناطقته للقارئ بل لقد شَشْقَلَ كلماته ومعانية بشكل دقيق، فأثار فضول الكشف عن أسرارها، إذ تبدأ العلاقة بين المقروء والقارئ تغازلية، إغوائية تحرك الكوامن الناقصة في ذات القارئ، فيندفع مداعباً الظاهر النصي حتى يشفُّ عن كل العناصر التي اقتضته، ولن تغري القارئ كل النصوص ؛ ولكن تتخيَّر نصاً بعينه لمداعبته، كاشتهاء المرء جسداً نِسوياً دون آخر، وهذا يعني أن ذلك الجسد يُكملُ البنية النسوية الناقصة في ذات المرء كما تبدو له، الدوال النصية تُكمل البنى الناقصة في ذهن القارئ[25]، هذه الدوال النصية تذهب بالكاتبة إلى وضع مقارباتها التناصية للمقارنة بينها وبين الآخر من خلال استقدام الماضي الحضاري (لآمنة) والآخر (قوت) الخادمة في الصفحات:104ـ 107، حيث تضع الكاتبة في مفارقات سياسية يكشفها النص المستتر ملامح يومية يعيشها الوضع العربي الراهن، إذ تبرر الكاتبة على لسان آمنة سبب تأخرها وتراجعها عن التطور والتقدم بسبب تركها للعمل بمقتضيات المعرفة التي تؤدي ـ حتما ـ إلى تقدم الشعوب وتطورها:(وجودي على هذا الرصيف كان نتيجة حتمية لقراري ترك المدرسة، وعلى هذا الرصيف اكتشفت تفاهة الحياة).[26] حين وصلت إلى ذلك الرصيف قابلت (قوت) وتعرفت عليها وهي تبيع الهوى على هذا الرصيف الواسع ومن خلالها تعرفت على أولئك الأبناء غير الشرعيين لقوت، هذه المفارقات الحضارية تجسدها من خلال الحديث الذي دار بينهما على هذا الرصيف، وقوت تدعوها في مخاتلات كلامية إلى أن تسلك نفس الدرب الذي تسلكه هي، وترك العمل الشريف بيع الخبز، لكن آمنة ترفض ذلك وتؤكد على التمسك بمبدأها: (الذي آلمني أكثر من كلامها أنها تقارب بين قدري وقدرها… وكأن كل ما مر في حياتي فقد معناه وتحول إلى فوضى ومفاهيم بعيدة… ـ أولست ـ بنت مدارس ؟!)[27].

هذه الإشارة في سؤالها التعجبي إلى التعلم في النص المستتر إنما يشير إلى الماضي الحضاري لآمنة، لذلك لا يمكن أن ترمي كل ذلك الإرث وتنزلق إلى السير في طريق
(قوت)، هذه الرمزية التي وظفتها الكاتبة للمقارنة بين وضعين حضاريين مختلفين ـ وإن كان الانفلات الحاصل في الوطن جعله عرضة لكل اصحاب النفوس الضعيفة من بائعي العهر السياسي ـ تضع القارئ أمام تساؤلات حضارية عديدة تكون الحافز لارتفاع الأشخاص إلى مستوى تلك العظمة للوطن، إذ بات الترميز في العمل الادبي مفتاح لقراءة أوسع وأعمق فالشخصية المرمَّزة في النص يمكن أن نميزها بوساطة الإحالة المعيِّنة للهوية، والرموز الذاتية هناء تختلف عن باقي الرموز في كونها تعتمد على الذوات أنفسها بالنظر إلى الآخر، ضمن منظومة السرد الحكائي في مفهومه الثقافي الشعبي التي تخضع ـ في أحيانٍ كثيرة ـ للإدراكات الفردية، فهي شعورية بالمرتبة الأولى، وتعتمد على مدى القدرة على التواصل مع الآخر، كل ذلك يعتمد على الموسوعة المعرفية للفرد في إطار المعرفة الكلية للمجتمع الذي ينتمي إليه الفرد.[28]

الأمل في الرواية هو الوقود اليومي الرئيس للحياة، ولكن حين يغتال ذلك الحبيب تقتل معه كل نبضاتها، والكاتبة في الثلث الأخير من الرواية أرادة أن تضع محاذير الانزلاق في هاوية الجهل، والتخلف، منطلقة من مأساة حرب 94م التي قتلت الأمل في نفس (آمنة) وكل اليمنيين للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة والمستقرة، في هذا الجزء من الرواية وهي المرحلة الثانية من حياة آمنة لم تعد حياتها مطمئنة كما كانت في المرحلة الأولى وهو انعكاس للتحول السلبي من حياة الوطن المعفَّرة بالدم: (وجهك أحمد كان ملطخاً بالدم والتراب… وقلبي كان متعفراً بالموت وأشلاء الحياة، ملامحك التي أحببتها كانت متهشمة… يا الله كيف تَسْرِقُ الحربُ فرحَ الحياة !!)[29]، بل إن محمولات النص تخالف نواميس الكون القائمة على المقولة من رحم الموت تولد الحياة، فالموت ليس موت فرد وإنما موت الحياة ذاتها، لأن أحمد في النص لا يمثل نفسه فرداً لكنه يمثل الأمل في الدلالة النصية للرواية الذي به تحيى الأمم، إنه في تقديري قد اتخذ سبيله في النص سرباً للدلالة على تشبث آمنة به في سبيل خروجها من حالة الإعاقة التي بُليت بها إلى حالة خوض غمار الحياة بتجاعيدها، ومن ثمَّ “لا يمكن لأي خطاب حكائي كيفما كان نوعه أن يحتفظ بخاصية صيغية محضة، تجعله يستقل عن غيره من الخطابات”.[30]، لقد وضعت الروائية في نصها ملامح هذا الزمن الماثل أمامنا، بكل جمالياته ـ إن وجدت ـ وتشوهاته،” إنها وثيقة إبداعية فنية وصورة حسية تجسيدية لمعاناة الوطن” [31]، الذي نبعت من داخله الشخصية التي مثلتها شخصية آمنة، بكل تفاصيل حياتها المترعة بالإعاقة والتي كانت هي المحور الرئيس الذي جعل الكاتبة تسقط كل مكنونات النص الدلالية على هذا التشوه الخَلقي في جسد بطلة النص. النص مازال فيه احتمالات كثيرة للقراءة؛ لم يتناول الباحث سوى واحدة منها، يأمل أن يكون قد وقف على بضع تلابيب النص، فإن أصاب فهذا فضل من الله، وإن لم يصب فيكفيه شرف المحاولة، راجياً التوفيق له ولغيره من البحاثة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] ـ انظر مقدمة ابن خلدون، دار إحياء التراث، بيروت ص575 ….

[2] ـ زيد صالح الفقيه، الأبعاد التراثية في شعر محمد عبدالسلام منصور، قراءة في ضوء التناص، رسالة ماجستير، جامعة ذمار 2012م ص34، 35

[3] ـ انظر د. عبدالواسع الحميري،في آفاق الكلام وتكلم النص، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت 2010م، ص208

[4] ـ انظر عثمان محمد أحمد، في المشغل الروائي: النص والنص الموازي، مركز عبادي صنعاء، 2013م ص 13

[5] ـ انظر د.عبدالحق بلعابد، عتبات جيرار جينيت من النص إلى المناص،الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت، ومنشورات ألاختلاف الجزائر، 2008م ص112

[6]ـ  عائشة الدرمكي، سيميائيات النص الشفاهي في عُمان، كتاب نزوى الإصدار الثامن عشر، مؤسسة عُمان للصحافة والنشر، 2013م ص25

[7] ـ د.مصطفى سلوي، عتبات النص :المفهوم والموقعية  والوظائف، جامعة محمد الأول كلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة المغرب،ص  160،  2003م

[8]  ـ  د.طه حسين الحضرمي،الإضاءة والعتمة قراءة في استراتيجية العنوان في قصة (الأرض ياسلمى) لمحمد غبدالولي، محلة الثقافة العدد(113)مايو2013م ص28

[9] ـ لمياء يحيى عبد الرحمن الارياني، امرأة.. ولكن، مطبوعات جائزة الشاعر :عبد العزيز المقالح، تنفيذ مزكز عبادي، 2011م  ص11

[10] ـ امرأة ولكن من ص11 حتى 63

[11] ـ د. حميد لحمداني، بنية النص السَّردي، من منظور النقد الأدبي، المركز الثقافي العربي الدار البيضاء، ط3، 2000م ص21

[12] ـ امرأة… ولكن ص17

[13] ـ انظر: عائشة الدرمكي، مرجع سابق ص23

[14] ـ نفسه ص27

[15] ـ واسيني الأعرج، السرد  في مواجهة أعطاب الحداثة، الرواية العربية ورهانات الحرية، الآخر، الأنا، السرد وأسئلة الكينونة، بحث مؤتمر عُمان الأول للسرد، كتاب دبي السابع والسبعون، فبراير 2013م ص24

[16] ـ امرأة …ولكن ص18

[17] ـ امرأة ولكن ص19

[18] ـ انظر: عبدالواسع الحميري، في أفق الكلام، وتكلم النص، مرجع سابق ص210

[19] ـ امرأة ..ولكن ص62

[20] ـ انظر د. حاتم بن التهامي الفطناسي، السرد واسئلة الكينونة، مرجع سابق ص290

[21] ـ امرأة … ولكن ص77

[22] ـ د.آمنة يوسف، تهجين الاتجاه في سرد ما بعد الحداثة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت،ط1 2012م ص23

[23] ـ امرأة … ولكن ص88

[24] ـ مزي عبدالقادر، اللغة والمعنى،مقاربات في فلسفة اللغة، الدار العربية للعلوم ناشرون، ومنشورات الاختلاف، بيروت، الجزائر، ط1 2010م ص140

[25] ـ انظر د. سعيد كموني، إغواء التأويل واستدراج النص الشعري بالتحليل النحوي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط1 ـ 2011م ص7

[26] ـ امرأة ولكن ص104

[27] نفسه ص107

[28] ـ انظر: عائشة الدرمكي، سيمائية النص الشفاهي في عُمان، مرجع سابق ص106

[29] ـ امرأة … ولكن ص128

[30][30][30] ـ سعيد يقطين، تحليل الخطاب الروائي، الزمن ـ السَّرد ـ التبئير، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء المغرب، ط4 2005م ص203

[31] د. إبراهيم أبوطالب، امرأة .. ولكن  المأساة  والإعاقة  حين تكون امرأة، مجلة الرافد العدد 190 يونيو 2013م  ص80

إقــرأ أيضــا | مواضيع ذات علاقة