الجمهورية اليمنية - وزارة الثقافة والسياحة

الهيئة العامة للكتاب
والنشــر والترجمة والتوزيـــع

تجنيس النص السردي الجمعي

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

إذا كانت نظرية الأدب قد تناولت، على مدى تاريخها الممتد من أرسطو حتى اليوم، قضية الأجناس الأدبية بمصطلحات ورؤى واتجاهات مختلفة، فإنها لم تُدخل تناول تحديد جنس نص مفرد في مجال اهتمامها؛ لأن المشتغلين بها يرون أن الاهتمام بتحديد جنسه يعد من مهام النقد الأدبي وليس من مهام نظرية الأدب التي تشتغل على الكلي والعام والمتعالي لا على الجزئي والفردي والمتجسد الذي يختص النقد به. ولأن النظرية تشتغل بما ذكر، فهي لا تمنع من أن تكون تصوراتها النظرية عن الأجناس خلفية ضرورية للمنشئ؛ حتى يتمكن من تمثلها أو تجاوزها حين إنشائه لنصه، كما لا تمنع من أن تكون أرضية ضرورية للمتلقي بمختلف أشكاله؛ حتى يستطيع تصنيف النص وفهمه ونقده وتلمس جمالياته الأدبية وفقها([1]).

وبالرغم مما يقتضيه مفهوم النظرية عموماً، ونظرية الأدب خصوصاً، من شروط؛ لبناء تصور نظري عام للأجناس وللأجناس الأدبية تحديداً، فإن الوعي الإبستمولوجي لنظرية الأدب قد لا يمنع من التطلع إلى إمكانية اقتراح تنظير مغاير لنظرية الأجناس الأدبية، يكون من مهامه تجنيس النصوص المفردة لا المتعددة وتحديد هويتها الخاصة بها وحدها، دون الوقوع في إشكالية إسقاط تصور اتجاه ما لنظرية الأجناس على نص ما، ولا قياس النص إلى هذا الجنس الأدبي أو أحد تفريعاته ولا إلى ذاك مما أقرته تلك الاتجاهات؛ استناداً إلى الفرضية التي ترى أن السمة الأساسية للنصوص الأدبية، تكمن في صيرورة انزياحها عن التأطيرات والقيود والمحددات السابقة.

[1]) ينظر: محمد فكري الجزار، فقه الاختلاف: مقدمة تأسيسية في نظرية الأدب، د.ط، الهيئة العامة لقصور الثقافة- القاهرة 1999م، ص.182.

تجنيس النص السردي الجمعي للمتابعة المزيد

إقــرأ أيضــا | مواضيع ذات علاقة